الكراكيب
طبعاً مفيش بيت من بيوت مصر المحروسة مفيهوش كراكيب
اية هى الكراكيب يا جماعة ؟
الكراكيب دى يا جماعة بالانجليزى بيسموها clutter و ترجمتها شوية حاجات عاملة زحمة ومش مترتبة ... دة الكلام النظرى لكن بالنسبة لينا احنا نقدر نتكلم من باب خبرتنا العريقة بالكراكيب ونقول ان فى اربع انواع من الكراكيب :
اول نوع : حاجات مش بنستعملها ومش بنحبها ... ودى ليها علاقة بالطاقة اللى حوالينا ... وخلونى اشرح لكم موضوع الطاقة دة الاول عشان عشان نفهم علاقة الكراكيب بالطاقة كويس : كل واحد فينا بيكون حوالية طاقة وكل حاجة كمان بيكون حواليها طاقة، وطبعاً احنا مس بنشوف الطاقة دى بس الطاقة دى عاملة كدة زى لما تكون قاعد على شط اسكندرية (يا شط الهوا) وتاخد من على الرمل كام صدفة او حتى زلطة صغيرة وتقعد على الرمل تحدفهم فى المية ... الزلطة تدب فى المية تعمل "بلوب" بتعمل حواليها مجموعة دواير بتكبر وتتسع بسرعة ... آهو الطاقة اللى حوالينا وحوالين الحاجات بالظبط زى الدواير دى اللى بتتكون لما ترمى حاجة فى المية، وطاقة الحاجات اللى عندنا بتتداخل مع الطاقة بتاعتنا زى بالظبط لما ترمى زلطين جنب بعض فى المية ... يحصل اية ... الدواير بتاعتهم هتتاداخل ... آهو نفس الحكاية دى بتحصل مع طاقتنا وطاقة الحاجات اللى عندنا ... المهم لما طاقة الحاجات اللى بنحبها وبنستعملها تتداخل مع طاقتنا هاتدينا طاقة إيجابية هاتنشطنا لكن لما طاقة الحاجات اللى مش بنحبها ومش بنستعملها تتداخل مع طاقتنا هاتدينا طاقة سلبية وهاتكسلنا وهاتخليك تحس انك مش عايز تتحرك.
فى حبل متين خارج من الطاقة بيربطك بكل حاجة بتاعتك وموجودة عندك، فلما بيتملى بيتك باحاجات بتحبها وبتستعملها وبنتستفيد منها بتبقى الحاجات دى مصدر قوة بالنسبة لك وعلى العكس هانلاقى ان الكراكيب هاتعطل الطاقة اللى موجودة عندك وكل ما خليتها عندك ومسكت فبها بالأوى هايزيد تأثيرها عليك وكل ما تسيبك من الحاجات دى وتبعدها عنك وتتخلص منها هاتنعش جسمك وعقلك وروحك
تانى نوع : حاجات مش مترتبة او فى حالة فوضى والنوع دة من الكراكيب موجود وبالهبل عند الناس الفوضويين وحتى اذا حافظوا على الحاجات اللى بيحبوها وبيستعملوها بردو بيوتهم بتفضل زحمة بالكراكيب الكتيرة اللى موجودة فى كل حتة حواليهم، وتبقى اصعب حاجة ان تلاقى حاجة عايزها فى الكركبة دى، لأ ومش بعيد كمان انك تلاقى يقولك هى ترتيبها بالطريقة دى كدة تمام ... والاسوأ بقى انة بيبقى مضطر يحط كل حاجة من الحاجات اللى بيستعمها فى مكان مفتوح عشان تقدر تشوفها وسط الزحمة ... تعالى كدة اسألة عن مكان حاجة ... لو مركز وشارب كوباية النيسكافية المتينة واللى طبعاً هو لازم يشربها عشان يفوق من زحمة الكراكيب الى عندة (يا جماعة انا مش قصدى النيسكافية بالتحديد لكن ممكن شاى - قهوة ... اى حاجة منبهة) ... فابعد معاناة طويلة وممكن كمان يفكر انة يستعين بصديق هاتلاقية ممكن بحد اقصى يحدد لك اتجاة المكان اللى ممكن تلاقى فية الحاجة دى.
حياة الناس دى بتمشى كويس لما بيعرفوا كل حاجة موجودة فين ... يعنى ناخد مثل : مفاتيح البيت ... تعرف تجاوب بسرعة حطيتها فين آخر مرة ؟ ولا الموضوع هياخد منك شوية وقت ؟ لو الدنيا عندك فى البيت فلة هاتعرف تجاوب على السؤال دة بسرعة ومن غير ولا احتمال واحد ان تكون اجابتك غلط ولا ياترى الفاتورة اللى المفروض تدفعاها ..ياترى حطيتها فين ؟
لما بتتلخبط وتتنطور حاجاتك وتتكوم وتبقى الدنيا فوضى، الحبال اللى خارجة من الطاقة اللى بتربطك بالحاجات دى بتبقى معقودة فى بعض بالظبط زى طبق المكرونة الاسباجتى ودة لوحدة كفاية عشان يخليك تبقى مضغوط ، عكس الراحة والوضوح اللى ممكن تحس بيهم لو عارف مكان حاجاتك اللى بتستعملها فى حياتك.
المهم نكمل كلامنا عن النوع دة من الكراكيب اللى بتقسم لوحدة لنوعين : اما حاجات مالهاش فى الحقيقة مكان مخصوص ليها او انها حاجات ليها فى الواقع مكان مخصوص بس بعد ماطلعتها منة واستعملتها اتلخبطت مع باقى الحاجات وطبعاً مارجعتش مكانها تانى. وكل الحاجات دى كأنها هى اللى بتفرض نفسها علينا فى حياتنا وفى الآخر تتحول لكومة كراكيب بترفض اى محاولة منك لترتيبها او حتى انك تفرزها.
لأ وفى كمان الحاجات اللى بتشتريها واول ماتوصل البيت تقول لروحك : انا هاحطها هنا دلوقتى مؤقتاً بس لغاية ماشوف لها مكان مناسب تفضل فية علطول. وطبعاً اللى بيحصل انك مش بتحركها من مكانها خالص بعد كدة وبنفضل فى مكانها دة اسابيع او شهور او لو الحالة صعبة شوية الموضوع ممكن يبقى بالسنين وكل ما تبص لها تتعكنن ماهى واخدة مكان مش مكانها ويمكن كمان تكون مش بتستعملها اصلاً وساعتها تقول يا خسارة الفلوس.
ماتزعلوش من المعلومة اللى جاية دى : بيتك (او مكتبك او عربيتك) بيعكس اللى بيحصل جوة نفسك انت، يعنى لو انت عايش فى فوضى فى بيتك يبقى انت عندك شوية فوضى فى الحاجات اللى بتحس بيها من جواك، ولما تفرز الحاجات اللى موجودة فى بيتك وتعرف مكان لكل حاجة تحطها فية وماتبقاش شايل حاجة مش بتستعملها دة بردو هاينعكس جوة نفسك.
تالت نوع : حاجات كتيرة فى حتة صغيرة ... آة ممكن جداً تكون المشكلة بكل بساطة فى المساحة. ممكن تكون عيلتك ابتدت تكبر وتتوسع وبيتك طبعاً لسة بنفس مساحتة وطبعاً انت مالية كراكيب وبتعمل البدع عشان توفر لها مكان، فبدل ماتوسع مكان للكراكيب وسع مكان للبنيآدمين.
كل ماشغلت الحتت اللى فاضية فى بيتك بالكراكيب كل ماهاتقل المساحة اللى ممكن تتحرك فيها جوة بيتك وتبقى ساعتها مش عارف تعمل حاجة على بعضها وكمان تقل الطاقة اللى ممكن تتحرك فيها لدرجة انك تحس ان بيتك بقى ضيق جداً يمكن لدرجة انك مش عارف تاخد نفسك عميق فية وتبقى متضايق كأنك متقيد فى حياتك مش عارف تعمل كل اللى انت عايزة.
ايوة احنا قلنا قبل كدة ان الكراكيب بتاكل من الطاقة اللى حواليك اللى انت ممكن لو استخدمتها صح تحس بأكبر انتعاش ممكن. الحل الوحيد للموضوع دة طبعاً مش انك تنقل لبيت اكبر ... لأ ... انت تنقل كراكيبك برة بيتك وهاتندهش من الشعور اللى هاتحس بية بتلقائية جواك (ولو مش مصدق جرب بنفسك)
رابع نوع : حاجات ابتدينا فيها وماكملناهاش. والنوع دة صعب انك تقفشة وسهل اوى انك تتجاهلة مش زى الانواع اللى فاتت. مثلاً : تركيب مقابض للكومودينو بدل اللى اتخلعت ... والحمد للة انك اشتريت فعلاً مقابض جديدة بس لسة مركونة جوة الكيس بتاعها زى مارجعت فية من المحل، او تغيير لمبة السهارى بدل ماتور نور الطرقة كبديل ...والحمد لة بردو انك اشتريت لمبات جديدة بس بردو مركونة فى كيس ... جنب كيس المقابض والخيط اللى جبتية عشان تعملى المفارش اللى عند باترونها وطبعاً ابرة الكروشية ولسة ماخلصتيش الخيط فى عمل باقى المفارش ... وغيرها حاجات كتير من هذا القبيل، وكل ماحاجات دى بتزيد بتزيد معاها عدم قدرتك ان تمشى فى حياتك على اكمل وجة.
الحاجات دى اللى مش مكملنهاش بتعطل طاقتنا وبتقف فى طريق استمتاعنا بحياتنا، وصدقنى هاتندهش لما تلاقى نفسك منتعش ونشيط فى اليوم اللى هاتكمل فية الحاجات اللى كنت سايبها وماكملتهاش دى.
اسمحولى اصنف الكراكيب عشان تكون واضحة كمان اكتر وكتر :
الكراكيب الشخصية : لو بصيت بتأنى شوية فى دولاب هدومك هاتلاقى كمية هايلة من الهدوم ليك ولأولدك يمكن تكون اشتريتها كنوع من متعة الشرا او تحت اغارء الاوكازيون والعروض، ويمكن تكون مرت شهور او سنين بدون ماتهوب جنبها او نكون لبسناها فترة بسيطة وزهقنا منها او تكون صغرت على عيالنا او الموضة بتاعتها اتغيرت او اى سبب تانى ومع ذلك بنخليها متكدسة فى الدولاب من غير مايخطر على بالنا نديها لحد يكون محتاج اى هدمة يتكسى بيها.
كراكيب الورق :كتب ومجلات وجرايد ... ساعات بيكون عندنا هوس بإننا نشتريها او نخليها على امل اننا نقراها لما نفضى، لكن مش بيحصل وبتفضل مركونة على الرف من غير ما حد يبص فيها وممكن نكون رامينها كدة بدون ترتيب او تنظيم.
التذكارات العاطفية : زى كروت الافراح وكروت اعياد الميلاد ونتايج السنة الجديدة وامساكيات رمضان وتذاكر السنيما وكتب المدرسة وغيرها من الحاجات اللى محتاجة مننا مراجعة عشان بس نحتفظ بالغالى علينا منها واللى هايدينا دفعة ايجابية قوية فى حياتنا كل ما تيجى قدامنا ونبص عليها، وننظمها ونرتبها بطريقة احسن ونرمى بقى الحاجات العادية منها ... التحرر من قيود الحاجات دى هايدينا فرصة اننا نجدد حياتنا ونفتح شباك جديدة للامل فى حياتنا ... يمكن مايكونش التخلص منها سهل مرة واحدة لكن كل مرة هاتبص عليها ... يمكن يقل عددها لأنك فى كل مرة هاتكون اصبح عندك خبرة بالمفيد منها اللى تحتفظ بية والمحايد اللى التخلص منة من غير تأنيب ضمير
كراكيب الكترونية : الواحد لما بيبقى مش مرتب فى حياتة دة بردو بيبان على الكومبيوتر بتاعة ... تلاقية مخزن عندة كل حاجة بغض النظر عن اهميتها لأ ويمكن اكتر من نسخة للحاجة الواحدة، وتلاقى الإيميل بتاعة مليان رسايل كان ممكن يدلتها، وتلاقى بقى سيديهات بايظة و جديدة على بعض ملخبطين، ومع ذلك مش بيكلفوا نفسهم يرتبوا الكراكيب دى غير بعد ما يبوظ الجهاز بتاعهم اصلاً مع ان الموضوع مش هياخد دقايق لو فرزنا ورتبنا اول بأول ويدينا احساس بالراحة وبسهولة نوصل للى عايزينة
كراكيب نفسية وروحية : طبعاً مستغربين ... لأ ... جوانا كراكيب بتسبب لنا ازعاجات غامضة بتيجى نتيجة الصفات النفسي السلبية اللى بنكتسبها زى القلق والخوف من المستقبل زى الاشاعات زى النميمة زى النقد اللاذع زى عدم احترام الخصوصية زى الشكوى من المرض ومن البيت و الولاد زى العلاقات الانسانية الغير مريحة والشركاء السلبيين والمتشائمين زى الاحساس الدائم بعدم الرضا والاكتفاء
طيب احنا لية بنشيل عندنا الكراكيب دى ؟
اول سبب : يمكن نحتاجها فى يوم من الايام (الشعور بالامان وحب التملك) . ايوة بنقول ماقدرش ارميها اكيد هاستعملها فى يوم من الايام.
بكل المقاييس بيحتاج الانسان انة يشيل عندة كمية معقولة من الحاجات اللى بيستعملها علطول بصفة دورية، لكن هل فعلاً بنحتاج نشيل كل الحاجات دى طول السنين دى ؟ ايوة بردو بنقول مين عارف يمكن احتاج لها فى وقت مالاقيش منها تانى ... طيب خلونى اوضحلكم اية بيحصل كدة وازاى ممكن نغير الفكرة دى.
خايفين نفرط فى حاجة يمكن نحتاجها بعد كدة ... دة معناة انعدام الثقة فى المستقبل وانت بأفكارك دى نتوحى لمخك بفكرة انك لو رميت الحاجة دى النهاردة هاتحتاج لها بكرة، ايوة عقلك الباطن هايشوف كدة وهايخلق لك موقف تحتاج فية لحاجة من الحاجات اللى رميتها وهتلاقى نفسك بتقول : مانا قلت بلاش ارميها لحسن احتاج لها ... ادينى احتجت لها.
طيب دلوقتى بقى إزاى نتفادى الاحتجاج من عقلك الباطن على التفكير بطريقة مختلفة عليك وهى التخلص من الكراكيب ؟ انت خلقت لنفسك شعور بإنك هاتحتاج الحاجة اللى هاترميها وكأنك بتبعت رسالة للدنيا توضح لها انك مش واثق فى اللى ممكن تديهولك وعشان كدة بتحس بعدم الامان بالنسبة للمستقبل، وفى الغالب الموضوع مش بيقف عند كدة وبس لأ انت احياناً بتكون تقدر تساعد حد بحاجة بس بتخلى عندك كل حاجة يمكن تحتاجلها فى موقف مش بيحصل اصلاً ودة اللى بيخليك مستحيل تفرط فى كراكيبك. اللى هايدهشك بجد انك اول ماهتفهم دورك فى خلق الاحتياج المفاجىء للحاجات اللى قررت انك هاترميها هاتبطل تحس انك كنت محتاجها. واول ما تقرر انك ترمى الحاجات دى إما انك مش هاتحتاجها تانى او لو حصل واحتجت لها فعلاُ هاتلاقى بدايل زيها موجودة عندك وبتستعملها او احسن منها بطريقة ما فى الوقت المناسب. الموضوع بس محتاج تعود نفسك علية وعود نفسك انك تثق فى الدنيا شوية ... هى كمان هاتديلك احلى ما عندها. الامان الحقيقى بيتولد جواك لما تعرف قيمة نفسك (على رأى احمد مكى دور بنفسك جوة نفسك هاتلاقى ميزتك اللى ماحدش فيها ينافسك) وتدرب نفسك ان سعادتك مش متوقفة على امتلاك الحاجات ولكن الحاجات دى موجودة عشان تساعدك فى رحلة حياتك مش هى حياتك نفسها.
كمان الكراكيب ليها علاقة بزيادة الوزن على اساس ان هما الاتنين حماية النفس يعنى انت لا شعورياً عن طريق تكديس طبقات من الشحوم فى جسمك او الكراكيب حواليك بتؤمن نفسك من صدمات الحياة وضد المشاعر اللى مش قادر تسيطر عليها ، ومع بداية الاهتمام بالبيئة اللى حواليك هايبقى من السهل انك تخلى بالك من نفسك ومن صحتك وكمان شكلك وبالتالى وزنك
تانى سبب : الهوية ... سبب تانى انك مش عارف تفرط فى كراكيبك لأنك بطريقة ما فاهم ان هويتك (يعنى اتجهاتك فى الحياة ومبادئك) بتحدد من خلال الكراكيب دى. مثلاً انك تبص على تذكرة السينيما اللى شايلها معاك من 10 سنين وتقول يااااة .. فعلاً روحت الفيلم دة وكان رائع ويومها جبت فيشار وماكلتوش لأن الفيلم كان مؤثر جداً ... الواحد اتعلم عبرة مهمة من الفيلم دة هايفضل فاكرها طول عمرة ... وكأنك لو رميت التذكرة هاتنسى العبرة دى ... او انك تبص على كارت فرح صاحبك وتقول لسة فاكر فرحة كأنة امبارح ... وكأنك لو رميت الكارت دة واللى عندك زية كتير ومالى بيهم اى حتة فاضية عندك هاتنسى صاحبك دة وتبقى ساعتها ماعندكش ولاء او اخلاص.
تمسكك واحتفاظك بالتذكارات فى حياتك حواليك بيحسسك بالامان اكتر وانها جزء من هويتك. حلو اوى انك تشيل عندك هدايا او تذكارات للاوقات الحلوة اعتماداً على انها هاتكون ذات قيمة لك فى حياتك او عشان تكون شحنة ايجابية ليك فى حياتك، واكيد النوع دة من التذكارات مش هايعطل طاقتك ولا هياخدك للماضى غير عشان يديك طاقة تفيدك فى الحاضر.
بالرغم من كدة فإنك ترمى تذكار مش مفيد دة هايخد منك وقت عشان تحدد وتتأكد انة بالمقارنة بتذكارات تانية يعتبر مش مفيد او محايد، ودة بيخليك تتخيل انك لما ترمى التذكارات الغير مفيدة دى وكأنك رميت حتة من جسمك. اذا كانت الحاجات اللى حاطيتها فى بيتك هدية من صاحبك فاتهحس بإنك رميت اخلاصك لصاحبك واتخليت عنة هو شخصياً ودة بيوضح المشاعر المتناقضة اللى بنحس بيها لما بنتخلص من كراكيبنا العاطفية.
الحاجات اللى بنملكها بتكون محشية بالحاجات اللى بنتعود عليها، والحاجات اللى بنستعملها علطول وبنفضلها او الحاجات اللى عملناها بنفسنا ... الحاجات دى بتدخل جوة طاقتنا وتخترقها ودة اللى بدون قصد هو اعمق الاسباب اللى بيوضح لنا لية الناس بتحس بالانهيار العاطفى لما بيفقدوا كل حاجة نتيجة سرقة او حريق او اى شىء من هذا القبيل اللى بنسمية كوارث (لا قدر اللة) فهما بيزعلوا على الحاجات العزيزة عليهم من نفسهم ومن اصحابهم اللى فقدوها مع ممتلكاتهم (بالرغم من ان الكوارث دى ممكن تكون فرصة انهم يبدأوا حياتهم من جديد).
الحقيقة المؤكدة هى ان استمرارنا فى البقاء فى الحياة مش معتمد على ان تفضل الحاجات عندنا او من ممتلكاتنا ... فكر ان فى ناس تانية محتاجة اللى انت مخزنة ومش هاتستعملة ... اكيد الحاجات دى هاتكون مقيدة فى حياة حد تانى طالما هى غير مستعملة عندك.
تالت سبب : المكانة الاجتماعية ... فى ناس بتحب تخلى عندها الحاجات اللى موجود زيها عند اصحابهم ومعارفهم، ودة بيخليهم يحسوا ان هما كدة فى نفس مكانتهم الاجتماعية (ماحدش احسن من حد) ... يعنى عشان المنظرة وعشان يحسوا ويخلوا اللى حواليهم يحسوا انهم فى مكانة اجتماعية عالية.
رابع سبب : مكركباتى بالوراثة ... احنا طبعاً بنتعلم (وبنعلم ودى الاهم) من اهالينا كل حاجة فلو كانوا اهالينا من الناس اللى بتحب الكراكيب (ويمكن يكونوا اتعلموها من اهاليهم) فأكيد انت كمان هاتكبر فى الدنيا بتعز الكراكيب زى عينيك. يمكن يكونا اهالينا مروا بسنين الحروب وطبعاً كانوا بيطبقوا مبدأ : نخلى الحاجات دى عندنا يمكن نحتاج لها فى يوم من الايام، لأن طبعاً فى اوقات الحروب بنحس بعدم امان فى المستقبل لكن دلوقتى وفى الظروف المختلفة دى مالناش حجة اننا نختار نفكر بطريقة مختلفة غير اللى اتزرعت جوانا وفقاً لظروف مختلفة عما هو الحال الآن ونسيب الحاجات اللى مش محتاج لها وتدى فرصة للحاجات الاحسن انها تدخل حياتك.
انت دلوقتى عندك فرصة تتعلم وتعلم اولادك معاك بأسلوب غير مباشر اننا نتخلص من الكراكيب، وعلى فكرة اولادك مش بيحبوا يفرطوا فى لعبهم القديمة ولا وهما صغار ولاوهما كبار عشان شايفينك انت كمان كدة مابتفرطش فى حاجة حتى لو مش بتستعملها ولا هاتستعملها.
خامس سبب : البخل ... حتى لو اللى عندك دة خردة ممكن بردو البخل يمنعك من ان تفرط فية غير لما تتاكد ان عمرة الافتراضى عدى وانتهى من سنييين وانك اتسعملتة الاستعمال الكافى بما يعادل تمنة حتى لو كان جالة هدية مادفعش فية فلوس اصلاً ... ممكن تحس بالمهانة لو رميت حاجة قبل استنفاذ آخر فتفوتة فيها حتى لو فضلت مركونة عندك بدون استعمال لغاية ماتستعملها ... استخسار يعنى.
سادس سبب : استعمال الكراكيب لسد الفراغ العاطفى ... طيب بتحس انك مرتاح لما يكون حواليك اماكن فاضية كتير ولا بتحس بإن عندك كدة وقت فراغ ؟ ساعات الكراكيب بتملى الفراغ ودة بيحسسك انك مشغول دايماً.
طيب اية هو الاحساس اللى بتحاول تتجنبة لما بتخلى كل الكراكيب دى حواليك ؟ غالباً بيكون الاحساس بالوحدة والخوف من احتياجك للحب والالفة، واى احاسيس تانية مستخبية جواك واللى طبعاً بيكون سهل انها تستخبى وسط الكراكيب اللى شايلها عندك بدل ماتواجهها وتشوف هاتتصرف فيها ازاى
امتى ممكن نتخلص من الكراكيب ؟
انتظرونى فى الحلقة الجاية
ط
طبعاً مفيش بيت من بيوت مصر المحروسة مفيهوش كراكيب
اية هى الكراكيب يا جماعة ؟
الكراكيب دى يا جماعة بالانجليزى بيسموها clutter و ترجمتها شوية حاجات عاملة زحمة ومش مترتبة ... دة الكلام النظرى لكن بالنسبة لينا احنا نقدر نتكلم من باب خبرتنا العريقة بالكراكيب ونقول ان فى اربع انواع من الكراكيب :
اول نوع : حاجات مش بنستعملها ومش بنحبها ... ودى ليها علاقة بالطاقة اللى حوالينا ... وخلونى اشرح لكم موضوع الطاقة دة الاول عشان عشان نفهم علاقة الكراكيب بالطاقة كويس : كل واحد فينا بيكون حوالية طاقة وكل حاجة كمان بيكون حواليها طاقة، وطبعاً احنا مس بنشوف الطاقة دى بس الطاقة دى عاملة كدة زى لما تكون قاعد على شط اسكندرية (يا شط الهوا) وتاخد من على الرمل كام صدفة او حتى زلطة صغيرة وتقعد على الرمل تحدفهم فى المية ... الزلطة تدب فى المية تعمل "بلوب" بتعمل حواليها مجموعة دواير بتكبر وتتسع بسرعة ... آهو الطاقة اللى حوالينا وحوالين الحاجات بالظبط زى الدواير دى اللى بتتكون لما ترمى حاجة فى المية، وطاقة الحاجات اللى عندنا بتتداخل مع الطاقة بتاعتنا زى بالظبط لما ترمى زلطين جنب بعض فى المية ... يحصل اية ... الدواير بتاعتهم هتتاداخل ... آهو نفس الحكاية دى بتحصل مع طاقتنا وطاقة الحاجات اللى عندنا ... المهم لما طاقة الحاجات اللى بنحبها وبنستعملها تتداخل مع طاقتنا هاتدينا طاقة إيجابية هاتنشطنا لكن لما طاقة الحاجات اللى مش بنحبها ومش بنستعملها تتداخل مع طاقتنا هاتدينا طاقة سلبية وهاتكسلنا وهاتخليك تحس انك مش عايز تتحرك.
فى حبل متين خارج من الطاقة بيربطك بكل حاجة بتاعتك وموجودة عندك، فلما بيتملى بيتك باحاجات بتحبها وبتستعملها وبنتستفيد منها بتبقى الحاجات دى مصدر قوة بالنسبة لك وعلى العكس هانلاقى ان الكراكيب هاتعطل الطاقة اللى موجودة عندك وكل ما خليتها عندك ومسكت فبها بالأوى هايزيد تأثيرها عليك وكل ما تسيبك من الحاجات دى وتبعدها عنك وتتخلص منها هاتنعش جسمك وعقلك وروحك
تانى نوع : حاجات مش مترتبة او فى حالة فوضى والنوع دة من الكراكيب موجود وبالهبل عند الناس الفوضويين وحتى اذا حافظوا على الحاجات اللى بيحبوها وبيستعملوها بردو بيوتهم بتفضل زحمة بالكراكيب الكتيرة اللى موجودة فى كل حتة حواليهم، وتبقى اصعب حاجة ان تلاقى حاجة عايزها فى الكركبة دى، لأ ومش بعيد كمان انك تلاقى يقولك هى ترتيبها بالطريقة دى كدة تمام ... والاسوأ بقى انة بيبقى مضطر يحط كل حاجة من الحاجات اللى بيستعمها فى مكان مفتوح عشان تقدر تشوفها وسط الزحمة ... تعالى كدة اسألة عن مكان حاجة ... لو مركز وشارب كوباية النيسكافية المتينة واللى طبعاً هو لازم يشربها عشان يفوق من زحمة الكراكيب الى عندة (يا جماعة انا مش قصدى النيسكافية بالتحديد لكن ممكن شاى - قهوة ... اى حاجة منبهة) ... فابعد معاناة طويلة وممكن كمان يفكر انة يستعين بصديق هاتلاقية ممكن بحد اقصى يحدد لك اتجاة المكان اللى ممكن تلاقى فية الحاجة دى.
حياة الناس دى بتمشى كويس لما بيعرفوا كل حاجة موجودة فين ... يعنى ناخد مثل : مفاتيح البيت ... تعرف تجاوب بسرعة حطيتها فين آخر مرة ؟ ولا الموضوع هياخد منك شوية وقت ؟ لو الدنيا عندك فى البيت فلة هاتعرف تجاوب على السؤال دة بسرعة ومن غير ولا احتمال واحد ان تكون اجابتك غلط ولا ياترى الفاتورة اللى المفروض تدفعاها ..ياترى حطيتها فين ؟
لما بتتلخبط وتتنطور حاجاتك وتتكوم وتبقى الدنيا فوضى، الحبال اللى خارجة من الطاقة اللى بتربطك بالحاجات دى بتبقى معقودة فى بعض بالظبط زى طبق المكرونة الاسباجتى ودة لوحدة كفاية عشان يخليك تبقى مضغوط ، عكس الراحة والوضوح اللى ممكن تحس بيهم لو عارف مكان حاجاتك اللى بتستعملها فى حياتك.
المهم نكمل كلامنا عن النوع دة من الكراكيب اللى بتقسم لوحدة لنوعين : اما حاجات مالهاش فى الحقيقة مكان مخصوص ليها او انها حاجات ليها فى الواقع مكان مخصوص بس بعد ماطلعتها منة واستعملتها اتلخبطت مع باقى الحاجات وطبعاً مارجعتش مكانها تانى. وكل الحاجات دى كأنها هى اللى بتفرض نفسها علينا فى حياتنا وفى الآخر تتحول لكومة كراكيب بترفض اى محاولة منك لترتيبها او حتى انك تفرزها.
لأ وفى كمان الحاجات اللى بتشتريها واول ماتوصل البيت تقول لروحك : انا هاحطها هنا دلوقتى مؤقتاً بس لغاية ماشوف لها مكان مناسب تفضل فية علطول. وطبعاً اللى بيحصل انك مش بتحركها من مكانها خالص بعد كدة وبنفضل فى مكانها دة اسابيع او شهور او لو الحالة صعبة شوية الموضوع ممكن يبقى بالسنين وكل ما تبص لها تتعكنن ماهى واخدة مكان مش مكانها ويمكن كمان تكون مش بتستعملها اصلاً وساعتها تقول يا خسارة الفلوس.
ماتزعلوش من المعلومة اللى جاية دى : بيتك (او مكتبك او عربيتك) بيعكس اللى بيحصل جوة نفسك انت، يعنى لو انت عايش فى فوضى فى بيتك يبقى انت عندك شوية فوضى فى الحاجات اللى بتحس بيها من جواك، ولما تفرز الحاجات اللى موجودة فى بيتك وتعرف مكان لكل حاجة تحطها فية وماتبقاش شايل حاجة مش بتستعملها دة بردو هاينعكس جوة نفسك.
تالت نوع : حاجات كتيرة فى حتة صغيرة ... آة ممكن جداً تكون المشكلة بكل بساطة فى المساحة. ممكن تكون عيلتك ابتدت تكبر وتتوسع وبيتك طبعاً لسة بنفس مساحتة وطبعاً انت مالية كراكيب وبتعمل البدع عشان توفر لها مكان، فبدل ماتوسع مكان للكراكيب وسع مكان للبنيآدمين.
كل ماشغلت الحتت اللى فاضية فى بيتك بالكراكيب كل ماهاتقل المساحة اللى ممكن تتحرك فيها جوة بيتك وتبقى ساعتها مش عارف تعمل حاجة على بعضها وكمان تقل الطاقة اللى ممكن تتحرك فيها لدرجة انك تحس ان بيتك بقى ضيق جداً يمكن لدرجة انك مش عارف تاخد نفسك عميق فية وتبقى متضايق كأنك متقيد فى حياتك مش عارف تعمل كل اللى انت عايزة.
ايوة احنا قلنا قبل كدة ان الكراكيب بتاكل من الطاقة اللى حواليك اللى انت ممكن لو استخدمتها صح تحس بأكبر انتعاش ممكن. الحل الوحيد للموضوع دة طبعاً مش انك تنقل لبيت اكبر ... لأ ... انت تنقل كراكيبك برة بيتك وهاتندهش من الشعور اللى هاتحس بية بتلقائية جواك (ولو مش مصدق جرب بنفسك)
رابع نوع : حاجات ابتدينا فيها وماكملناهاش. والنوع دة صعب انك تقفشة وسهل اوى انك تتجاهلة مش زى الانواع اللى فاتت. مثلاً : تركيب مقابض للكومودينو بدل اللى اتخلعت ... والحمد للة انك اشتريت فعلاً مقابض جديدة بس لسة مركونة جوة الكيس بتاعها زى مارجعت فية من المحل، او تغيير لمبة السهارى بدل ماتور نور الطرقة كبديل ...والحمد لة بردو انك اشتريت لمبات جديدة بس بردو مركونة فى كيس ... جنب كيس المقابض والخيط اللى جبتية عشان تعملى المفارش اللى عند باترونها وطبعاً ابرة الكروشية ولسة ماخلصتيش الخيط فى عمل باقى المفارش ... وغيرها حاجات كتير من هذا القبيل، وكل ماحاجات دى بتزيد بتزيد معاها عدم قدرتك ان تمشى فى حياتك على اكمل وجة.
الحاجات دى اللى مش مكملنهاش بتعطل طاقتنا وبتقف فى طريق استمتاعنا بحياتنا، وصدقنى هاتندهش لما تلاقى نفسك منتعش ونشيط فى اليوم اللى هاتكمل فية الحاجات اللى كنت سايبها وماكملتهاش دى.
اسمحولى اصنف الكراكيب عشان تكون واضحة كمان اكتر وكتر :
الكراكيب الشخصية : لو بصيت بتأنى شوية فى دولاب هدومك هاتلاقى كمية هايلة من الهدوم ليك ولأولدك يمكن تكون اشتريتها كنوع من متعة الشرا او تحت اغارء الاوكازيون والعروض، ويمكن تكون مرت شهور او سنين بدون ماتهوب جنبها او نكون لبسناها فترة بسيطة وزهقنا منها او تكون صغرت على عيالنا او الموضة بتاعتها اتغيرت او اى سبب تانى ومع ذلك بنخليها متكدسة فى الدولاب من غير مايخطر على بالنا نديها لحد يكون محتاج اى هدمة يتكسى بيها.
كراكيب الورق :كتب ومجلات وجرايد ... ساعات بيكون عندنا هوس بإننا نشتريها او نخليها على امل اننا نقراها لما نفضى، لكن مش بيحصل وبتفضل مركونة على الرف من غير ما حد يبص فيها وممكن نكون رامينها كدة بدون ترتيب او تنظيم.
التذكارات العاطفية : زى كروت الافراح وكروت اعياد الميلاد ونتايج السنة الجديدة وامساكيات رمضان وتذاكر السنيما وكتب المدرسة وغيرها من الحاجات اللى محتاجة مننا مراجعة عشان بس نحتفظ بالغالى علينا منها واللى هايدينا دفعة ايجابية قوية فى حياتنا كل ما تيجى قدامنا ونبص عليها، وننظمها ونرتبها بطريقة احسن ونرمى بقى الحاجات العادية منها ... التحرر من قيود الحاجات دى هايدينا فرصة اننا نجدد حياتنا ونفتح شباك جديدة للامل فى حياتنا ... يمكن مايكونش التخلص منها سهل مرة واحدة لكن كل مرة هاتبص عليها ... يمكن يقل عددها لأنك فى كل مرة هاتكون اصبح عندك خبرة بالمفيد منها اللى تحتفظ بية والمحايد اللى التخلص منة من غير تأنيب ضمير
كراكيب الكترونية : الواحد لما بيبقى مش مرتب فى حياتة دة بردو بيبان على الكومبيوتر بتاعة ... تلاقية مخزن عندة كل حاجة بغض النظر عن اهميتها لأ ويمكن اكتر من نسخة للحاجة الواحدة، وتلاقى الإيميل بتاعة مليان رسايل كان ممكن يدلتها، وتلاقى بقى سيديهات بايظة و جديدة على بعض ملخبطين، ومع ذلك مش بيكلفوا نفسهم يرتبوا الكراكيب دى غير بعد ما يبوظ الجهاز بتاعهم اصلاً مع ان الموضوع مش هياخد دقايق لو فرزنا ورتبنا اول بأول ويدينا احساس بالراحة وبسهولة نوصل للى عايزينة
كراكيب نفسية وروحية : طبعاً مستغربين ... لأ ... جوانا كراكيب بتسبب لنا ازعاجات غامضة بتيجى نتيجة الصفات النفسي السلبية اللى بنكتسبها زى القلق والخوف من المستقبل زى الاشاعات زى النميمة زى النقد اللاذع زى عدم احترام الخصوصية زى الشكوى من المرض ومن البيت و الولاد زى العلاقات الانسانية الغير مريحة والشركاء السلبيين والمتشائمين زى الاحساس الدائم بعدم الرضا والاكتفاء
طيب احنا لية بنشيل عندنا الكراكيب دى ؟
اول سبب : يمكن نحتاجها فى يوم من الايام (الشعور بالامان وحب التملك) . ايوة بنقول ماقدرش ارميها اكيد هاستعملها فى يوم من الايام.
بكل المقاييس بيحتاج الانسان انة يشيل عندة كمية معقولة من الحاجات اللى بيستعملها علطول بصفة دورية، لكن هل فعلاً بنحتاج نشيل كل الحاجات دى طول السنين دى ؟ ايوة بردو بنقول مين عارف يمكن احتاج لها فى وقت مالاقيش منها تانى ... طيب خلونى اوضحلكم اية بيحصل كدة وازاى ممكن نغير الفكرة دى.
خايفين نفرط فى حاجة يمكن نحتاجها بعد كدة ... دة معناة انعدام الثقة فى المستقبل وانت بأفكارك دى نتوحى لمخك بفكرة انك لو رميت الحاجة دى النهاردة هاتحتاج لها بكرة، ايوة عقلك الباطن هايشوف كدة وهايخلق لك موقف تحتاج فية لحاجة من الحاجات اللى رميتها وهتلاقى نفسك بتقول : مانا قلت بلاش ارميها لحسن احتاج لها ... ادينى احتجت لها.
طيب دلوقتى بقى إزاى نتفادى الاحتجاج من عقلك الباطن على التفكير بطريقة مختلفة عليك وهى التخلص من الكراكيب ؟ انت خلقت لنفسك شعور بإنك هاتحتاج الحاجة اللى هاترميها وكأنك بتبعت رسالة للدنيا توضح لها انك مش واثق فى اللى ممكن تديهولك وعشان كدة بتحس بعدم الامان بالنسبة للمستقبل، وفى الغالب الموضوع مش بيقف عند كدة وبس لأ انت احياناً بتكون تقدر تساعد حد بحاجة بس بتخلى عندك كل حاجة يمكن تحتاجلها فى موقف مش بيحصل اصلاً ودة اللى بيخليك مستحيل تفرط فى كراكيبك. اللى هايدهشك بجد انك اول ماهتفهم دورك فى خلق الاحتياج المفاجىء للحاجات اللى قررت انك هاترميها هاتبطل تحس انك كنت محتاجها. واول ما تقرر انك ترمى الحاجات دى إما انك مش هاتحتاجها تانى او لو حصل واحتجت لها فعلاُ هاتلاقى بدايل زيها موجودة عندك وبتستعملها او احسن منها بطريقة ما فى الوقت المناسب. الموضوع بس محتاج تعود نفسك علية وعود نفسك انك تثق فى الدنيا شوية ... هى كمان هاتديلك احلى ما عندها. الامان الحقيقى بيتولد جواك لما تعرف قيمة نفسك (على رأى احمد مكى دور بنفسك جوة نفسك هاتلاقى ميزتك اللى ماحدش فيها ينافسك) وتدرب نفسك ان سعادتك مش متوقفة على امتلاك الحاجات ولكن الحاجات دى موجودة عشان تساعدك فى رحلة حياتك مش هى حياتك نفسها.
كمان الكراكيب ليها علاقة بزيادة الوزن على اساس ان هما الاتنين حماية النفس يعنى انت لا شعورياً عن طريق تكديس طبقات من الشحوم فى جسمك او الكراكيب حواليك بتؤمن نفسك من صدمات الحياة وضد المشاعر اللى مش قادر تسيطر عليها ، ومع بداية الاهتمام بالبيئة اللى حواليك هايبقى من السهل انك تخلى بالك من نفسك ومن صحتك وكمان شكلك وبالتالى وزنك
تانى سبب : الهوية ... سبب تانى انك مش عارف تفرط فى كراكيبك لأنك بطريقة ما فاهم ان هويتك (يعنى اتجهاتك فى الحياة ومبادئك) بتحدد من خلال الكراكيب دى. مثلاً انك تبص على تذكرة السينيما اللى شايلها معاك من 10 سنين وتقول يااااة .. فعلاً روحت الفيلم دة وكان رائع ويومها جبت فيشار وماكلتوش لأن الفيلم كان مؤثر جداً ... الواحد اتعلم عبرة مهمة من الفيلم دة هايفضل فاكرها طول عمرة ... وكأنك لو رميت التذكرة هاتنسى العبرة دى ... او انك تبص على كارت فرح صاحبك وتقول لسة فاكر فرحة كأنة امبارح ... وكأنك لو رميت الكارت دة واللى عندك زية كتير ومالى بيهم اى حتة فاضية عندك هاتنسى صاحبك دة وتبقى ساعتها ماعندكش ولاء او اخلاص.
تمسكك واحتفاظك بالتذكارات فى حياتك حواليك بيحسسك بالامان اكتر وانها جزء من هويتك. حلو اوى انك تشيل عندك هدايا او تذكارات للاوقات الحلوة اعتماداً على انها هاتكون ذات قيمة لك فى حياتك او عشان تكون شحنة ايجابية ليك فى حياتك، واكيد النوع دة من التذكارات مش هايعطل طاقتك ولا هياخدك للماضى غير عشان يديك طاقة تفيدك فى الحاضر.
بالرغم من كدة فإنك ترمى تذكار مش مفيد دة هايخد منك وقت عشان تحدد وتتأكد انة بالمقارنة بتذكارات تانية يعتبر مش مفيد او محايد، ودة بيخليك تتخيل انك لما ترمى التذكارات الغير مفيدة دى وكأنك رميت حتة من جسمك. اذا كانت الحاجات اللى حاطيتها فى بيتك هدية من صاحبك فاتهحس بإنك رميت اخلاصك لصاحبك واتخليت عنة هو شخصياً ودة بيوضح المشاعر المتناقضة اللى بنحس بيها لما بنتخلص من كراكيبنا العاطفية.
الحاجات اللى بنملكها بتكون محشية بالحاجات اللى بنتعود عليها، والحاجات اللى بنستعملها علطول وبنفضلها او الحاجات اللى عملناها بنفسنا ... الحاجات دى بتدخل جوة طاقتنا وتخترقها ودة اللى بدون قصد هو اعمق الاسباب اللى بيوضح لنا لية الناس بتحس بالانهيار العاطفى لما بيفقدوا كل حاجة نتيجة سرقة او حريق او اى شىء من هذا القبيل اللى بنسمية كوارث (لا قدر اللة) فهما بيزعلوا على الحاجات العزيزة عليهم من نفسهم ومن اصحابهم اللى فقدوها مع ممتلكاتهم (بالرغم من ان الكوارث دى ممكن تكون فرصة انهم يبدأوا حياتهم من جديد).
الحقيقة المؤكدة هى ان استمرارنا فى البقاء فى الحياة مش معتمد على ان تفضل الحاجات عندنا او من ممتلكاتنا ... فكر ان فى ناس تانية محتاجة اللى انت مخزنة ومش هاتستعملة ... اكيد الحاجات دى هاتكون مقيدة فى حياة حد تانى طالما هى غير مستعملة عندك.
تالت سبب : المكانة الاجتماعية ... فى ناس بتحب تخلى عندها الحاجات اللى موجود زيها عند اصحابهم ومعارفهم، ودة بيخليهم يحسوا ان هما كدة فى نفس مكانتهم الاجتماعية (ماحدش احسن من حد) ... يعنى عشان المنظرة وعشان يحسوا ويخلوا اللى حواليهم يحسوا انهم فى مكانة اجتماعية عالية.
رابع سبب : مكركباتى بالوراثة ... احنا طبعاً بنتعلم (وبنعلم ودى الاهم) من اهالينا كل حاجة فلو كانوا اهالينا من الناس اللى بتحب الكراكيب (ويمكن يكونوا اتعلموها من اهاليهم) فأكيد انت كمان هاتكبر فى الدنيا بتعز الكراكيب زى عينيك. يمكن يكونا اهالينا مروا بسنين الحروب وطبعاً كانوا بيطبقوا مبدأ : نخلى الحاجات دى عندنا يمكن نحتاج لها فى يوم من الايام، لأن طبعاً فى اوقات الحروب بنحس بعدم امان فى المستقبل لكن دلوقتى وفى الظروف المختلفة دى مالناش حجة اننا نختار نفكر بطريقة مختلفة غير اللى اتزرعت جوانا وفقاً لظروف مختلفة عما هو الحال الآن ونسيب الحاجات اللى مش محتاج لها وتدى فرصة للحاجات الاحسن انها تدخل حياتك.
انت دلوقتى عندك فرصة تتعلم وتعلم اولادك معاك بأسلوب غير مباشر اننا نتخلص من الكراكيب، وعلى فكرة اولادك مش بيحبوا يفرطوا فى لعبهم القديمة ولا وهما صغار ولاوهما كبار عشان شايفينك انت كمان كدة مابتفرطش فى حاجة حتى لو مش بتستعملها ولا هاتستعملها.
خامس سبب : البخل ... حتى لو اللى عندك دة خردة ممكن بردو البخل يمنعك من ان تفرط فية غير لما تتاكد ان عمرة الافتراضى عدى وانتهى من سنييين وانك اتسعملتة الاستعمال الكافى بما يعادل تمنة حتى لو كان جالة هدية مادفعش فية فلوس اصلاً ... ممكن تحس بالمهانة لو رميت حاجة قبل استنفاذ آخر فتفوتة فيها حتى لو فضلت مركونة عندك بدون استعمال لغاية ماتستعملها ... استخسار يعنى.
سادس سبب : استعمال الكراكيب لسد الفراغ العاطفى ... طيب بتحس انك مرتاح لما يكون حواليك اماكن فاضية كتير ولا بتحس بإن عندك كدة وقت فراغ ؟ ساعات الكراكيب بتملى الفراغ ودة بيحسسك انك مشغول دايماً.
طيب اية هو الاحساس اللى بتحاول تتجنبة لما بتخلى كل الكراكيب دى حواليك ؟ غالباً بيكون الاحساس بالوحدة والخوف من احتياجك للحب والالفة، واى احاسيس تانية مستخبية جواك واللى طبعاً بيكون سهل انها تستخبى وسط الكراكيب اللى شايلها عندك بدل ماتواجهها وتشوف هاتتصرف فيها ازاى
امتى ممكن نتخلص من الكراكيب ؟
انتظرونى فى الحلقة الجاية
ط